أسلحة الدمار الشامل

أسلحة الدمار الشامل




الأسلحة النـــوويــة

الأسلحة الكـيماوية

الأسلحة البيولوجية



إعداد
م. عبد الغني سلامه
أسلحة الدمار الشامل
يثير مصطلح " أسلحة الدمار الشامل " الرعب في القلوب، ولا عجب في ذلك، فمن اسمه يمكن أن نتوقع ليس الدمار وحسب بل الدمار الذي لا يبقي ولا يذر، وقد كان هذا المصطلح هو الحجة الكاذبة التي تذرع بها بوش الصغير في حربه وعدوانه على العراق، وقد قتل من جراء هذه الحرب العدوانية التي شنت بذريعة تخليص العراق من أسلحة الدمار الشامل ما يزيد عن مليون إنسان فيما شرد خمسة أضعاف هذا الرقم داخل وخارج وطنهم فضلا عن الآثار التدميرية الكارثية على مجمل الحياة السياسية والاجتماعية في العراق بل وعلى مستقبله القريب والبعيد، وفي النهاية تبين أن العراق لا يمتلك أيً من هذه الأسلحة !!
ولكن بوش رغم كذبه وغبائه كان يدرك سحر هذا المصطلح في تجييش العالم وقدرته على استقطابه حول محوره، بل وتزييف الرأي العام العالمي وتضليله، فامتلاك أي دولة لهذه الأسلحة من شأنه أن يغير في ميزان القوى الاستراتيجي وبالتالي يغير من التحالفات والمعادلات السياسية القائمة.
والعالم المجنون اليوم – وهو مجنون بالفعل منذ بدء الخليقة – أي في عصر العلم وغزو الفضاء وثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بدلا من توظيف هذه الإنجازات الإنسانية الرائعة في خدمة الحياة المدنية وبما يسعد الإنسان ويحقق له الأمن والرخاء والسلام والمستقبل المشرق للأجيال القادمة ... تراه يلهث في سباق تنافسي محموم للوصول إلى أقصى درجات القتل والتدمير وتشويه الطبيعة وتلويث البيئة والإعتداء على نظام الكون وعلى إنسانية الإنسان ... فبعد أن كان يتقاتل بالسيف والرمح صار يسمم الآبار ويلوث مياه الشرب حتى يحرم خصومه منها ومعهم طبعا أنعامهم وماشيتهم .. ثم صار يقذف بجثث الموتى والمصابين بالأوبئة المختلفة داخل حصون العدو لينقل إليهم المرض والموت ... وظل يتفنن بإختراع أدوات القتل حتى تفتقت عبقريته عن تلويث الطعام والمياه والهواء والبيئة وإفساد كل شيء .. فيما يعرف بالأسلحة البيولوجية الجرثومية أو الأسلحة الكيماوية القادرة على إبادة جميع الكائنات الحية على وجه الأرض عن بكرة أبيها .
أما الإختراع الأرهب فكان الأسلحة الذرية التي استخدمت بالفعل لأول مرة ضد اليابان فقتلت مئات الآلاف .. ولم يتعظ العالم من المشاهد المأساوية التي خلفتها جريمتي هيروشيما وناغازاكي، فأمعن في غِيِّـه وظُلْمه حتى وصل الأمر إلى صنع عشرات الآلاف من الرؤوس النووية القادرة على تدمير كوكب الأرض عشرات المرات بمن فيه، فلا يبقى عدو ولا صديق ولا خصم ولا حليف ليشهد على نهاية العالم أو ليكتب قصيدة رثاء في الأرض نفسها.
وبعد أن تمكن الإنسان من تهديد الأرض صوب ناظريه نحو السماء فيما يعرف بحرب النجوم، فهل هنالك حد لطموح الإنسان ؟ وهل سيتعلم من أخطائه ليدرك أن المليارات التي تنفق على القتل قادرة على حل كل مشكلات بني الإنسان من تنمية وتطوير وحد من الفقر ومحاربة للمرض والأمية والتخلف ؟؟ حتى لو أنفق عُشر هذه المبالغ في مشاريع إنسانية تفيد الناس بدلا من أن تقتلهم ؟؟؟ حقاً، إن الإنسان لظلوم جهول ...

الأسلحة الذرية والنووية
قنبلة هيروشيما – المأساة السوداء
نشرت مجلة "العلم والحياة" الفرنسية مقالة عن قصة قنبلة هيروشيما والمأساة الفظيعة التي ألمت بها وقد قام بترجمتها ماجد تامر في مجلة الحوار المتمدن وجاء فيها:
في الساعة الثامنة والربع من صباح السادس من شهر آب عام 1945 في يوم صيفي مشمس، أقلعت القاذفة الأمريكية "بي 2جي" "اينولاغاي" من المطار العسكري الأمريكي في جزر "الماريان" باتجاه اليابان، قائد الطائرة "تيبتز" الذي تدرب طويلا على هذه المهمة القذرة كان يعرف طبيعة القنبلة التي تزن 4 أطنان وحجم تأثيرها والتي سيلقي بها على هيروشيما.
وبعد 45 ثانية فقط من إطلاقها وعلى ارتفاع 600 م فوق مركز المدينة انفجرت تلك القنبلة، وفي هذه اللحظة اصطدمت كتلتان من اليورانيوم 235 داخل القنبلة ببعضهما البعض نتيجة هذا الانفجار فارتفعت حرارة تلك الكتلة من الوقود النووي وتتالت التفاعلات النووية والانشطارات كالبرق، حيث انفجرت النوى الأولى من اليورانيوم لافظة النيترونات بعنف وأخذت هي بدورها تدمر النيترونات المجاورة محدثة سلسلة من الانشطارات الجديدة في تلك النوى، واحتدمت شدة الانفجاريات لتبلغ قوتها 1024 نواة من اليورانيوم القابل للانشطار.
كل ذلك حدث في زمن لا يتعدى جزء من الألف من الثانية، ولأول مرة في تاريخ البشرية تتحول المادة إلى طاقة في غاية الضخامة.
من المعروف أن تدمير ما يزيد قليلاً عن الكيلو غرام الواحد من اليورانيوم يحرر 13600 طن من مادة "تي إن تي" الشديدة الانفجار والمركزة في مجال ضيق جداً، ولهذا فقد بلغت الحرارة لحظة الانفجار الأولى عدة ملايين الدرجات المئوية وكذلك بلغت شدة الضغط، وكانت الظروف التي ولدتها تلك القنبلة أشبه بالظروف السائدة داخل جحيم الشمس، ولكنها هذه المرة كانت شمس الموت، ومن الغريب أن الأمريكان أطلقوا عليها اسم "الصبي الصغير"، فيما أسموا قنبلة ناغازاكي "الرجل البدين".
والطاقة التي تولدت من هذا الانشطار النووي تحررت وفق ثلاث طرق على الشكل التالي: 35 %طاقة حرارية، 50 % أمواج هائلة من السنة اللهب، 15 % على شكل إشعاعات نووية، فمنذ اللحظة الأولى للانفجار انتشرت الطاقة الحرارية على شكل وميض أبيض خاطف من الإشعاعات السينية التي حولت الهواء إلى كتلة من اللهب على مسافة 1 كم، وحرارة تقدر بعدة ملايين من الدرجات المئوية ولمدة لا تتجاوز الثواني فوق هيروشيما، فانتشرت موجة من الحرارة بسرعة الضوء والتهمت كل شيء أمامها.
على الأرض بلغت الحرارة عدة آلاف من الدرجات المئوية في نقطة التصادم، وفي قطر كيلو متر واحد تبخر كل شيء تلقائياً واستحال إلى رماد، وعلى مسافة 4كم التهمت النار الأبنية والناس تلقائياً وعلى بعد 8 كم من مركز الانفجار وصلت حروقات من بقي حياً إلى الدرجة الثالثة، وقد تولد إثر ذلك موجة من الصدمة ولّدها الضغط نتيجة تمدد الغازات الحارة وتقدمت بسرعة تقارب 1000كم / ساعة، وتكّون جداراً صلباً من الغازات على شكل كرة ورافق ذلك رياح عنيفة حملت الحطام والأنقاض، تغذيها أمواجٌ من ألسنة اللهب التي أحالت كل شيء إلى رماد في دائرة قطرها 2 كم، كان الناس يتراكضون وهم محترقون واللحم الآدمي يساقط من أجسامهم كِسَفاً وجلودهم تتسلخ وهم يصرخون بلا جدوى، كان جحيم الموت يحيط بهم من كل الجهات، فبدأ المئات يلقون بأنفسهم في النهر ولكنهم كالمستجير من الرمضاء بالنار، فمياه النهر كانت تغلي وليس أمامهم مفر من الموت بكل أشعاله البشعة، ثم تساقطت فوق المدينة أمطارا حامضية قتلت من بقي فيه نفسٌ من حياة، وفي المحصلة دُمّـر 62 ألف مبنى من أصل 90 ألف مبنى كانت موجودة في المدينة قبل ذلك اليوم الأسود من تاريخ البشرية، أما تأثير الانفجار النووي الأكثر غرابة، ولكن ليس الأقل فتكاً فهو الإشعاع، حيث أن الإشعاعات الصادرة مباشرة عن الانشطارات النووية تتشكل بصورة رئيسية من النيترونات ومن أشعة غاما، وبالإضافة إلى تأثيراتها الرهيبة على العناصر الحية فإنها تنشر العدوى لدى العناصر المختلفة مثل مادة اليود، الصوديوم، السيترونيوم التي أصبحت هي بدورها عناصر مشعة، هذا الإشعاع الثانوي المعروف على نطاق ضيق منذ خمسين عاماً هو أيضاً مثير للرعب أكثر من غيره وخاصة أنه يسبب جميع أنواع السرطانات وتأثيراته لا تظهر إلا بعد فترة وأحياناً تمتد لسنوات.
قنبلة ناغازاكي
وبعد ثلاثة أيام من كارثة هيروشيما وقبل أن يستوعب الناس هول الصدمة، ألقت أمريكا قنبلة نووية ثانية من البلوتونيوم المشع، هذه المرة لتدمر مدينة ناغازاكي، وفي اليوم التالي للانفجار أي في العاشر من آب 1945 استسلم الإمبراطور الياباني "هيروهيتو" دون أية شروط.
وحسب التقديرات في نهاية عام 1945 قدرت ضحايا قنبلة هيروشيما بحوالي 140 ألف نسمة وأما قنبلة ناغازاكي فلقد بلغت ضحاياها 70 ألف شخص تقريبا، كما أن عشرات الآلاف من الذين أصيبوا بجروح مختلفة وتشوهات وأمراض فتاكة لاقوا حتفهم تباعاً في السنين التي تلت هذه النكبة.
القرار الرسمي باستخدام القنبلة الذرية صدر عن الرئيس الأمريكي "ترومان" معللاً إياه بقلق الأمريكيين على حياتهم خوفاً من غزو ياباني محتمل، والحقيقة كانت غير ذلك تماما، فهناك دوافع أخرى بالطبع غير معلنة وهي استعراض العضلات أمام الاتحاد السوفييتي سابقاً، واستخدام تلك التكنولوجية الحديثة والتأكد من فعاليتها وحجم تأثيرها على البشر، فقد كلفت التجارب أكثر من 2 مليار دولار، وكانت بالنسبة لبعض الفيزيائيين أهم من اختراع النار.
قبل 15 عاماً من هيروشيما كانت بنية الذرة مجهولة، وحتى قبل سبع سنوات منها لم يكن أحداً يدرك معنى الانشطار النووي، وقد أعتبر أن صنع القنابل الذرية على المستوى الصناعي بعد بضعة أشهر من اكتشاف التفاعلات النووية المتسلسلة يشكل عملاً تقنياً ضخما لم يكن قابلاً للإنجاز أو التطبيق - مع الأسف - إلا في الرهانات العسكرية الكبيرة.

القنبلة الذرية .. بداية القصة
كان أول من مهد الطريق لصناعة الطاقة النووية ومن ثم القنبلة الذرية هو العالم الفذ ألبرت أينشتاين، عندما أعلن عن النظرية النسبية التي كان من بين أهم ما جاءت فيه هو قانون الطاقة والكتلة، فبيّن أن الطاقة ما هي إلا مظهر من مظاهر المادة، وقد عبر عن ذلك بالقانون الشهير: الطاقة = الكتلة مضروبة في مربع سرعة الضوء، وهذه المعادلة كانت العامل الرئيسي الذي تمحور حوله فكرة االأسلحة النووية:
( ط = ك × س2 ) أو E = mc2
ولندرك حجم وكِبَرَ هذا الرقم يجب أن نتذكر أن سرعة الضوء وهي عدد ثابت = (1،079،252،848.8 كم في الساعة او تقريبا 300،000 كم في الثانية).
وهذا القانون كان له أثر بالغ الأهمية على عصرنا الراهن فهو الذي دل العلماء على أن مقدارا معينا ضئيلا من المادة يعطي كمية ضخمة جدا من الطاقة، وللأسف كان أول تطبيق عملي لهذه المعادلة هو القنبلة الذرية .
توصل أينشتاين لهذه المعادلة معتبرا أن كتلة الجسم تزداد بازدياد سرعته وبناء عليه فإن طاقة الجسم يجب أن تزيد أيضاً لأن الجسم الأثقل فيه طاقة أكبر والطاقة الإضافية التي زادت بزيادة الكتلة = مقدار الزيادة في الكتلة مضروبة في مربع سرعة الضوء، أي كلما زادت السرعة زادت الكتلة وبالتالي زادت الطاقة.
وبناء على معادلة الطاقة التي تنص على أن جزءً ضئيلا من المادة سيزودنا بطاقة هائلة، فعلى سبيل المثال يمكن تحويل كغم واحد من مادة كاملة إلى طاقة تساوي الطاقة الناتجة من تفجير 22 ميغاطن من مادة تي إن تي، ولتوضيح أكثر، فان هذه المعادلة تعني أن كل جسم له كتلة وبالتالي سيكون له طاقة، حتى لو كان الجسم في حالة ثبات، فرطل من الفحم المحترق مثلا سيزودنا بمقدار من الطاقة يعادل الطاقة التي تولدها كافة محطات القوى الكهربائية في الولايات المتحدة لمدة شهر !! ولكن الواقع غير ذلك بالطبع !! وذلك لأن احتراق الفحم عملية كيميائية يتغير فيها ترتيب الجزيئات ولا تفقد شيئا منها، أما التفاعلات النووية فإنها تعطينا ثلاثة آلاف مليون ضعف من الطاقة قدر ما تعطينا عملية الاحتراق .
من المعروف أن نواة الـذرة تتكون من بروتونات ونيوترونات ولكـل واحـد منها كـتلة تبلغ 1× 10 -23 غم والبروتون يحمل شحنة موجبة والنيوترون متعادل، وثقل العناصر يعتمد على عدد البروتونات والنيوترونات في النواة، ولكل عنصر عدد من النظائر تختلف فقط في عدد النيوترونات، فنظائر العنصر الواحد متشابهة كيميائيا بسبب تساوي عدد الإلكترونات ومختلفة فيزيائيا بسبب اختلاف عدد النيوترونات، وهذا الاختلاف الفيزيائي يعني استقرار النواة أو نشاطها الإشعاعي، ولكن أهم ميزة في النواة هي قوة ارتباط النيوترونات والبروتونات بالرغم من وجود شحنة كهربائية موجبة من المفترض أن تعمل على تنافرها، إلا أن قوة التجاذب أكبر بكثير من قوة التنافر حتى أن الأخيرة مهملة تماما، وقد سميت قوة الترابط هذه بطاقة الترابط، على ذلك إذا أمكن تحطيم النواة فإنه يجب أن تنطلق طاقة قوة الترابط هذه .
وطاقة قوة الترابط المنطلقة لا يمكن أن تكون قد أتت من العدم ( الطاقة لا تفنى ولا تستحدث وإنما تتحول من شكل إلى آخر ) بما يعني أن هذه الطاقة قد أتت بموجب المعادلة المذكورة، أي أن هذه الطاقة هي من كتلة النواة، أي أن كتلة النواة قبل التحطيم أكبر من مجموع أجزاء كتل النواة المبعثرة من جراء التحطيم، والفرق بين الكتلتين يكون قد تحول إلى طاقة، وقد أثبت اختبار كوكروفت ووالتن في انكلترا عام 1932 هذه الفرضية بالتجربة العملية على نواة الليثيوم ثم طبق ذلك حرفيا من خلال القنبلة الذرية الأولى عام 1945 في صحراء نيومكسيكو ثم في اليابان .
ولكن العد العكسي للقنابل الذرية بدأ عملياً عام 1932 مع اكتشاف النيترون على يد الإنكليزي "جيم شادنيك" الذي كشف عن بنية النواة وبين أنها تتألف من نوعين من الجزئيات: البروتونات والنيترونات، وفي عام 1934 لاحظ كل من "أورين وفريدريك كوري " أن عملية قذف النواة التي تحمل جزيئات تمكننا من صنع نوى جديدة أثقل وغير مستقرة، ذاك هو مايسمى بإشعاع العناصر الاصطناعية، وقد بدأ حينئذ الفيزيائي الإيطالي بعملية منهجية وذلك بقذف كافة النوى لمختلف العناصر حتى أثقلها وهو عنصر اليورانيوم، وهكذا فإن هذا الإيطالي كان الأول دون أن يعلم في إحداث انشطار ذرة اليورانيوم، وكان لابد من الانتظار حتى كانون الأول 1938 حيث أدرك كل من الفيزيائيين الألمانيين "ليز متنز" وابن أخته "أوتوفريش" اللاجئين آنئذ في السويد أن نواة اليورانيوم إذا ما تم قذفها بالنيترونات فإنها تنشطر إلى قسمين محررة بذلك طاقة هائلة ألا وهي الطاقة النووية، إن التأثير الناتج عن هكذا اكتشاف كان كبيراً بالنسبة للفيزيائيين، وقد ظهرت بعد هذا الاكتشاف الهائل مباشرة إمكانية حدوث التفاعلات النووية بالتسلسل بطريقتين: أولاً إنتاج الطاقة وثانياً صناعة القنبلة، فكان الفيزيائي الهنغاري "ليوزيلارد" الذي هاجر إلى الولايات المتحدة قد شعر حالاً بالقوة التدميرية لهذه الاكتشافات وهو يدرك مدى الخطر النازي في ألمانيا والمستوى العلمي العالي في ألمانيا، فأسرع بإقناع " اينشتاين" بإنذار الرئيس الأمريكي "روزفلت" بما يحدث، ولذا فقد أرسل "أينشتاين" بكتابه الشهير عام 1939 ينادي بوجود شكل جديد من الطاقة التي تستخدم في القنابل ونصح امريكا بالسعي للحصول على اليورانيوم وتشجيع الأبحاث المتعلقة بهذه الطاقة، وبهذا فإن "روزفلت" قد اقتنع بوجوب امتلاك القنبلة قبل "هتلر" ، ومن أجل هذه الغاية تشكلت لجنة مختصة ثم تابع الباحثون أعمالهم في المخابر الأمريكية، وقد اتضح لديهم أن هناك طريقتين لإمكانية انشطار الذرة:

1. طريقة اليورانيوم :
فقد تبين أن العنصر الذي يحوي على نظير واحد هو نادر نسبياً أي اليورانيوم 235 القابل للانشطار وبالتالي يجب فصل هذا النظير عن باقي اليورانيوم.
2. طريقة البلوتونيوم :
عنصر البلوتونيوم الذي لا يوجد في الطبيعة بشكل حر، أمكن الحصول عليه بقذف نوى اليورانيوم 238 النظير المتوفر بكثرة وقد تبين أنه ينشطر بسهولة، وقد بقيت مسألة إنتاجه بكميات كافية.
تسارعت الأحداث في نهاية عام 1941، ففي هذه الأثناء، أظهرت أعمال الفيزيائيين أن بضع كيلو غرامات من اليورانيوم 235 كافية لإنتاج قنبلة ذرية، وأنه من الممكن فصل نظائر اليورانيوم بطرق فيزيائية مختلفة،
وفي العام 1942 تم بناء أول مفاعل نووي في العالم في مدينة شيكاغو، ثم بدئ ببناء ثلاثة مفاعلات ذرية كبرى لإنتاج البلوتونيوم وكذلك ثلاثة مصانع لفصل البلوتونيوم، وقد جند لهذه المصانع 45 ألف عنصر وكان الهدف الثاني الأكبر هو فصل اليورانيوم 235.
ففي هذه المعامل الضخمة تم العمل بسرعة وبسرية تامة بمشاركة المئات من الفيزيائيين 20 منهم كانوا قد نالوا جائزة نوبل وآخرون نالوها فيما بعد.
وفي 1945 تم تجربة أول قنبلة صنعت من البلوتونيوم في قلب صحراء "ألامو غوردو" وهي مثيلة القنبلة التي ألقيت على ناغازاكي، ولم يكن هناك مجال لتجربة قنبلة اليورانيوم وذلك لعدم توفر العنصر 235 آنذاك، فالكمية المتوفرة كانت كافية فقط لقنبلة واحدة وهي التي ألقيت على هيروشيما، وفي بداية 1944 كان من الواضح أن هزيمة ألمانيا قريبة وأن القنبلة الذرية ستقلب الوضع، فلقد أصبحت اليابان الهدف الوحيد، وكان بعض العلماء قد عبرّوا عن معارضتهم لاستخدام هذه القنبلة، وحاول غيرهم إقناع "تشرشل" و"روزفلت" بتأسيس لجنة للمراقبة الدولية لهذا السلاح.

السحابة الناتجة من اسقاط قنبلة نووية على ناكاساكي وكانت ارتفاع السحابة 18 كم

مشكوووووووووووووووووووووووووووووور على المعلومات

مشكوووووووووووووووووووووووور على الموضوع والمعلومات المفيدة
ارجو من الاعضاء انهم يفيدو ويستفيدو
وشكرا لك
تقبل مروري
تحياتي انس