داء السكري و اعراضه

السـكري
]Diabetes

معرفة بعض الحقائق عن مرض السكري قد تسهم في الحيلولة دون الإصابة به خاصة إذا ما عرفت أسبابه والظروف المهيأة له، وهي أيضا ستفيد دون شك من أصابهم المرض ليتعلموا كيف يتعايشون معه كما لو أنهم يحيون حياة طبيعية، ومعظم الناس لديهم فكرة غامضة عن مرض السكري ولا يشعرون بحاجة ما لتبديد هذ الغموض، ولكن بمجرد أن يكتشف أحدهم أنه مصاب بالسكري حتى يشرع بالبحث والإستفسار وسؤال طبيبه أو من سبقوه إلى هذا المرض ليتعرف أكثر على هذا الداء الذي سيغزو جسمه وسيفرض نفسه ضيفا ثقيلا عليه بقية حياته.

يحتمل أن يصيب هذا المرض شخصا واحدا من بين كل خمسين شخص وتتضاعف هذه النسبة وفق عوامل معينة حتى تبلغ واحد لكل ستة أشخاص، ففي أواسط الثمانينات كان هنالك حوالي 30 مليون شخص مصاب بالسكري في العالم، واليوم تضاعف هذا الرقم ستة مرات حتى وصل إلى ما يقرب 177 مليون شخص، حدث هذا خلال فترة زمنية امتدت عبر خمسة عشر عاماً فقط، هذا فضلاً عن ملاين أخرى لم تكتشف بعد أنها مصابة به، وفي السعودية مثلا كانت نسبة الإصابة بالسكري في عام 1985 حوالي 5 % من السكان ثم وصلت هذه النسبة في عام 2000 إلى 13 %، ومع تزايد هذه المعدلات حول العالم فقد تم تصنيف مرض السكر كوباء عالمي علي الخريطة الصحية لمنظمة الصحة العالمية.

ويرجع سبب تزايد أعداد المصابين بالسكري إلى تغير الأنماط السلوكية لدى كثير من الناس سواء في تغير عادات الأكل بسبب الزيادة الكبيرة لأصناف الطعام كنتاج للتنافس التجاري بين مصنعي الأغذية وسباقهم المحموم لأشباع رغبات المستهلك إضافة إلى التطور الهائل في علوم تصنيع الأغذية، هذه التغيرات حولت العديد منا إلى كائن استهلاكي يفرط في تناول ما لذ وطاب من الأطعمة مع ميل أكثر نحو الكسل والخمول والاعتماد أكثر على الآلة والسيارة في إنجاز الأعمال والتنقل .. كما أن تطور الطب واكتشاف أدوية جعلت من التعايش مع السكري أمرا ممكنا أدّيا إلى إطالة عمر المصابين بالسكري ومنْحهم الفرصة للزواج والإنجاب، وفي النهاية أنجبوا أجيالا جديدة من حاملي المرض أو من المصابين به، بمعنى أخر نشر مولدات المرض عبر الأجيال، وبما أن المجتمعات الشرقية تنتشر فيها عادات الزواج بين الأقارب بالتالي ستزيد فرصة نقل المرض للمواليد الجدد.

وإذا كان السكري يعتبر ضمن أمراض العصر إلى جانب أمراض القلب والسرطان وغيرها إلا أن ذلك لا يعني أنه لم يعرف في العصور القديمة، فقد شخصه إبن سينا منذ عشرة قرون، وكان مريض السكر قديما وحتى مطلع القرن العشرين يعتبر الحي الميت، وينظر إليه كمن حلت عليه لعنة ما حكمت عليه بالموت المبكر، لأن علاجه لم يكن معروفا بعد، فكان الأطفال والصبية عندما يصابون به تذوي أجسامهم وتضمر أمام ناظري أهلهم دون أن يتمكنوا من فعل شيء ليموتوا بعد عدة شهور، وإن كانت هذه الحالات محدودة سابقاً، إلا أن أنماط الحياة الجديدة وإيقاع العصر الحديث التي داست تحت عجلاتها السريعة ما كان يعرف براحة البال والهواء العليل والطعام الصحي - كضريبة تدفعها البشرية ثمنا لتمدنها- قد أدت أيضاً إلى تلوث الهواء والماء والأرض الأمر الذي تسبب بظهور أمراضا وأوبئة لم تعرف سابقا أو على الأقل لم تكن بهذا الحجم ولا بتلك الخطورة.



ما هو مرض السكري ؟
هو مرض مزمن ينتج عن نقص جزئي أو كلي في إفراز هرمون الأنسولين، والذي هو عبارة عن هرمون تفرزه غدة البنكرياس ليقوم بمساعدة السكر في الدم للدخول الى خلايا الجسم حيث يتحول هناك إلى طاقة تساعد الجسم على الحركة، وهذا النقص ينتج عنه إرتفاع في نسبة سكر الجلوكوز بالدم إلى مستويات خطيرة، علما بأن المستوى الطبيعي للسكر في الدم هو من 70 ~ 120 ملغم / ديسيلتر .
وعندما يصاب الإنسان بالسكري تضعف كفاءة الجسم في استعمال الجلوكوز بسبب قلة الأنسولين وبالتالي فإن السكر سيزيد في الدم، وفي هذه الحالة لا يستطيع الجسم الاستفادة منه، وهنا ستطرحه الكليتان عن طريق البول، ومن الجدير بالذكر أن السبب الدقيق والمؤكد لمرض السكري لم يعرف بعد، شأنه في ذلك شأن السرطان.
إكتـشاف مرض السكري

في البداية لاحظ العالم (بوشاردت) عام 1815م أن ثمة علاقة وثيقة بين مرض السكر وعدم كفاءة غدة البنكرياس علي إفراز هورمون الإنسولين، ثم قام العالمان ( مينوكوفسكي وجوزيف فون ) لتأكيد هذه العلاقة عندما أجريا تجاربهما علي الكلاب بعد تخديرها وإستئصال بنكرياساتها، وبعد عدة ساعات من إجراء هذه العمليات ظهرت أعراض السكر عليها، فكان الكلب المريض يفرز حوالي أوقيتين سكر في بوله يوميا، كما لاحظا إرتفاعا حادا في السكر بدمائها .

ثم قام العالم (مينوكوفسكي) بتقطيع بنكرياس لقطع صغيرة، وأخذ قطعا منها وزرعها تحت جلد الكلاب التي إنتزعت منها بنكرياساتهم، فوجدها تعيش بصورة عادية، ولم تظهر عليها أعراض السكر، كما وجد أن عصارة البنكرياس التي تفرز في الجهاز الهضمي لا تؤثر علي نسبة السكر في الدم، فاكتشف بهذا أن البنكرياس يفرز موادا أخري مباشرة بالدم، وهي هورمون الإنسولين، ثم جاء العالم ( لانجرهانز ) عام 1893 ووضع شرائح من البنكرياس تحت الميكروسكوب فلاحظ نوعين من الخلايا، أحدها أشبه بعناقيد العنب وبها جزر أطلق عليها جزيرات لانجرهانز، ووجد أنها تفرز موادا لها أهميتها بالنسبة للسكر في الدم، وعندما فحص بنكرياسات موتي كانوا مصابين بالسكر وجد أن بعضها غير طبيعي، وهذا ما أكد أن البنكرياس يقوم بوظيفتين هما إفراز عصارات هاضمة بالأمعاء الصغري وإفراز هورمون الأنسولين بالدم للقيام بإستغلال السكر به .

أما العالم ( باتنج ) فقام بإستخلاص الأنسولين عام 1921 من بنكرياسات الكلاب حيث قطعها لقطع وخلطها بالرماد والماء الملح ثم رشح الخليط، وأخذ المحلول وحقن به كلاب إستئوصلت بنكرياساتها، فلاحظ أن معدل السكر بدمها قد إنخفض ولم يصبح البول سكريا والتئمت جروحها واستعادت عافيتها وعاشت مددا أطول مما يتوقع، وبهذا أمكن تحضير سائل الأنسولين ولاسيما من بنكرياسات الأبقار والخنازير ليصبح منقذا للحياة لملايين البشر في العالم، وخط الدفاع الأول والأخير ضد مرض السكر .




آلية عمل البنكرياس

البنكرياس عبارة عن غدة رمادية اللون تقع في شمال التجويف البطني وتزن من 70 ~ 100 غم وطولها من 12 ~ 15 سم، ووظيفتها تنحصر في إفراز خمائر هاضمة في الأمعاء وطرح هرمون الأنسولين في الدم مباشرة، وتشكل الجزيرات المفرزة للهرمون وتدعى جزر لانجرهانز 5 % من وزن الغدة فقط، وهي جزيرات بالغة الصغر يبلغ عددها حوالي المليون تحتوي على خلايا مختلفة الوظائف تسمى خلايا "ألفا، بيتا، سيتا، دلتا"، وخلايا "بيتا" هي المسؤولة عن إفراز هرمون الأنسولين وتشكل 70 % من مجموع خلايا لانجرهانز بمعنى أن وزنها لا يزيد عن 3 غم، ووظيفة الأنسولين هي تننظيم كمية سكر الجلوكوز بالدم لتحويله لطاقة داخل الخلايا بالأنسجة والعضلات، ويوجد بجسم الإنسان ما يعادل ملعقتين صغيرتين من الأنسولين، ومن الجدير بالذكر أن هذه النسبة تبقى ثابتة، فلو قلت إلي نصف ملعقة أو تضاعفت إلى 4 ملاعق صغيرة يصاب الشخص بغيبوبة ويتعرض للموت .

ومع مرور الزمن تضمحل قدرة الغدة على إفراز الأنسولين بشكل تام وهذا ما يسبب داء السكري للفتية الذين لم يبلغوا الثلاثين من عمرهم أي السكري من النوع الأول، أما عندما يكون هنالك نقص نسبي في إنتاج الأنسولين فيكون السكري العادي الكهلي أي لمن تجاوزا الثلاين عاما، ومن الجدير بالذكر أنه إذا كان القصور في إفراز الأنسولين متسوطا لا تظهر علامات السكري.

وإذا زاد معدل السكر بالدم لدي الشخص العادي، فإن خلايا (بيتا) ستفرز كميات إضافية من الإنسولين لإستهلاك السكر الزائد، وما أن يستهلك هذا السكر الزائد ويهبط معدله بالدم حتى تتوقف خلاي (بيتا) عن الإفراز، وإذا زادت كمية الإنسولين المفرزة عن الحاجة فهذا معناه إستهلاك كميات كبيرة من السكر بالدم وبالتالي سيجوع المخ ومعه الأعصاب التي تتغذي خلاياهما عليه ومع زيادة الجوع سيتعرضان للتلف، والمريض في هذه الحالة قد يتعرض لغيبوبة نقص سكر حاد من الممكن أن تفضي إلى موته، وكذلك عندما يكون تركيز الإنسولين منخفضا بسبب عدم كفاءة البنكرياس أو أن تركيزه عال ولكنه لا يقوي على إستهلاك السكر سيرتفع معدل سكر الجلوكوز بالدم، فيقوم برفع قدرة الدم علي إجتذاب الماء من الأنسجة لتخفيفه وهنا فإنه على الكلى إفراز الماء والسكر أولا بأول، وهذا قد يعرض المريض إلي غيبوبة قد تفضي إلى موته .

وإمتصاص خلايا الجسم للجلوكوز ليست مهمة سهلة كما تبدو، لأن ذلك يعتمد علي جزيئات ناقلة تنقله من الدم لداخل أغشيتها لإمدادها بالطاقة، وهذه العملية الحيوية هي ما يقوم به الأنسولين، وهذه النواقل للجلوكوز توجد في خلايا الدم الحمراء ويقوم الإنسولين بتحريكها تجاه أغشية الخلايا، فعندما ينخفض معدل الإنسولين أو معدل الجلوكوز بالدم فهذه النواقل تغير إتجاهها بالدم .

والبدينيون أو الشبان الذين يعانون من مرض السكر الكيتوني .. بالرغم من وجود الإنسولين بدمائهم إلا أنهم يعانون من حالة تضاد ضد مفعول الإنسولين، فكلما إرتفع معدل الجلوكوز لديهم كلما أفرز البنكرياس كميات كبيرة للتغلب علي هذا الإرتفاع في السكر ولكن دون طائل، مما يجهد البنكرياس وبالتالي قد يتوقف عن إفراز الإنسولين، إلا أنهم بعد التخسيس يمكنهم الإستفادة من الإنسولين الطبيعي في دمائهم بشكل ملحوظ، لأن هناك علاقة وثيقة بين الجلوكوز والأحماض الدهنية بالدم، فزيادتها تتدخل في عمل الإنسولين، وهنالك أنسجة مقاومة للإنسولين وهذه مرتبطة بالبدانة وإرتفاع ضغط الدم .

وقد يعاني مريض السكر من خلل في التمثيل الغذائي داخل الجسم، فنتيجة لعدم إفراز الإنسولين بكميات كافية لإستهلاك السكر ولعدم إستغلاله ينزل الجلوكوز بالبول مما يجعل الجسم يلجأ الي بروتينات العضلات فيكسرها للحصول منها علي الجلوكوز والطاقة، لهذا ترتفع نسبة (اليوريا) بالدم والبول ويظهر على المريض النقرس .


أعراض داء السكري المبكرة
الأعراض التي يجب الانتباه لها والتي من الممكن أن تكون علامة على الإصابة بالسكري هي كثرة التبول والعطش الزائد والضعف والفتور واستحكاك أعضاء التناسل وبالذات أسفل الخصيتين وكثرة ظهور الدمامل وضعف الميل الجنسي عند الذكور وضعف انتصاب العضو الذكري والتنميل في بعض الأطراف وجفاف الفم وزوغان البصر وبطء التئام الجروح وتقلصات في العضلات.
إلا أن آلية ظهور هذا المرض لا تنحصر في قلة إفراز الأنسولين بالدم أو القصور في إفرازه من البنكرياس فقط، فقد يكون سبب هذا المرض عدة أمراض وأعراض أخرى تؤثر علي نسبة السكر بالدم، كما قد تتشابه أعراض السكري مع أعراض أمراض أخرى لذا يجب إجراء الفحوصات المخبرية للتأكد.
من الجدير بالذكر أن ظهور أعراض الاصابة بالنوع الثاني تكون تدريجية وبالتالي يصعب اكتشافها مبكرا، علماً بأنها مماثلة لأعراض الاصابة بالنوع الأول ولكنها أقل حدة.

شكرا على المعلومات فعلا معلومات قيمة جدا

مشكوووووووووووووووووووووووور على الموضوع والمعلومات المفيدة
ارجو من الاعضاء انهم يفيدو ويستفيدو
وشكرا لك
تقبل مروري
تحياتي انس